تعتبر مدينة جبيل من أقدم المدن في العالم، مؤسسها هو الإله "إيل"، ومنها انطلقت الأبجدية إلى العالم.
تُعد قلعة جبيل من أشهر الآثار القديمة حول العالم، ومن أروع المعالم السياحية في لبنان. تتميز بتصاميمها الرائعة، التي تمزج بين الفنون المعمارية الأوروبية القديمة والفنون الفارسية. تحيط بالقلعة أشجار صنوبر وأرز معمّرة، وفي داخلها ممر روماني ومجموعة من التحف والآثار، تعود إلى عصور عديدة، منها المسرح الروماني من العصر الثالث قبل الميلاد، ومدافن ملكية من الألفية الثانية قبل الميلاد. وهناك بقايا لمعابد، وبيوت وأحياء سكنية رومانية، وأخرى تعود إلى العصر البرونزي. هي قلعة حافلة بالأسرار.
تاريخ القلعة
بنى الصليبيون القلعة في مدينة جبيل اللبنانية في القرن الثاني عشر الميلادي على أساس القلعة الفارسية القديمة (550 -330 ق.م)، التي ما تزال جدرانها منتصبة إلى جانب السور القديم، ما يشير إلى الدور الذي لعبته جبيل على خارطة النظام الدفاعي الفارسي في المتوسط الشرقي. عام 1188، تمكن صلاح الدين الأيوبي من السيطرة على المدينة، وتمت إزالة جدران القلعة عام 1190. لاحقاً إستولى الصليبيون من جديد على المدينة، وأعادوا بناء حصون القلعة عام 1197. في عام 1369، صدت القلعة هجوماً من قبرص، وتحديداً من مدينة فاماغوستا.
موقع القلعة
تقع القلعة على بعد 37 كلم من العاصمة اللبنانية بيروت، ولها إطلالة مميزة على ساحل البحر المتوسط، وساهم موقعها الإستراتيجي في مراقبة السفن القادمة من البحر، وصد الأعداء والطامعين.
آثار قلعة جبيل
يوجد في القلعة المسرح الروماني، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 218 ق.م. كما تتواجد فيها أحياء سكنية، تعود إلى العصر البرونزي، مع بقايا بيوت من أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد. وتتضمن القلعة أيضاً الطريق الروماني، الذي كان يصل بين القلعة ووسط المدينة، إلى جانب مدافن ملكية، أشهرها مدفن الملك "أحيرام"، ويعود تاريخ المدافن إلى الألف الثاني قبل الميلاد، بالإضافة إلى مقالع ومعبد بعل. يوجد في القلعة أيضاً سبيل ماء روماني.
مسجد وكنيستان
تضم القلعة مسجداً صغيراً مكعباً يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1648م، وقد خضع للترميم في عصري المماليك والعثمانيين. وتضم القلعة كنيسة مار يوحنا المعمدان، التي يعود تاريخها إلى عام 1115م، وقد تم استكمال بنائها خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين. كما هناك كنيسة سيدة النجاة الأورثوذكسية، التي تم بناؤها على أنقاض معبد وثني، وما زالت تحتفظ بالكثير من معالمها الأصلية، منها عدد من أعمدة الغرانيت، وقسم كبير من أرضيتها الأصلية، وعدد من الحجارة المحفورة بدقة، كما هناك مائدة المذبح الحجرية المربعة الشكل، وقد تكون من الأقدم في العالم، وما زالت بحالة جيدة، وهي موجودة تحت بناء كنيسة سيدة النجاة الأرثوذكسية الموجودة حالياً في جبيل قرب ميناء المدينة، ويتم الوصول إليها عبر درج من داخل الكنيسة الحالية.
تاريخ جبيل
تفخر جبيل بمعالمها الأثرية، وتاريخها البطولي الذي شهدت عليه قلعتها الحصينة، وبسالة شعبها، الذي تصدى للغزاة، وتوالى عليها البابليون والأشوريون والفينيقيون والإغريق والفرس والصليبيون، والأتراك والفرنسيون. عرفها المصريون القدماء باسم "كبنى"، وذكرتها النصوص البابلية باسم "جبلا"، وعرفها الإغريق باسم "بيبلوس". ويؤكد المؤرخون اللبنانيون أن إسم جبيل مشتق من اللغة الفينيقية من كلمتين هما "جب" و"إيل"، ومعناها "بيت الرب- بيت الله". وأطلق الصليبيون عليها إسم "جبلات" أي "بيت الله".
مهرجانات جبيل الدولية
تقام سنوياً في مدينة جبيل، مهرجانات دولية قرب المعبد الفينيقي والمسرح الروماني، وتستضيف فنانين وفرقاً لبنانية عالمية.